ليس الهدف من كتابة هذه النوعية من الكتب التي تعتمد على النصيحة الومضة؛ أن نشجع الناس على الاكتفاء بالمقتضب والزهد في الكتب المفصلة، وإنما الهدف، أن يكون هذا الكتاب- الجنين وإخوته فاتحا للشهية، وبوصلة هادية، وهمسات في أذن المربين لأجل تربية واعية، وناقوسا ينبئ عن وجود خلل ما في التربية، وبوصلة لوضع القدم على أول طريق البحث عن الحل وتغيير السلوك والمواقف، ومن ثم استكمال الطريق عبر التحليل المسهب لكل ظاهرة على حدة، أو ربما عن طريق اللجوء إلى متخصصين بشكل مباشر للمتابعة . وأن يعلم المربي ويوقن بأن التربية ليست حملا ثقيلا، إذا ما ناء به الجيد تم التبرؤ والتملص منه، فالكثير مما يعجز المربي؛ لا يرجع بالأساس إلى صعوبة المشكل، وإنما إلى جهله كيف يتصرف حياله، بل أحيانا إلى جهل أن هناك أصلا مشكلا يجب أن يحل. وأن يقتنع بأن التربية فن ومتعة قبل أن تكون واجبا ورسالة.