التفاصيل
ما تزال الدولة العثمانية بتاريخها وحضارتها والاختلاف حول تأثيرها ودورها تُثير الكثير من المتخصصين والباحثين والقُرَّاء على كافَّة مستوياتهم وانتماءاتهم، فهي آخر الدُّول العُظمَى المسلمة سقوطًا، وقد أحدث سقوطها الكثير من المشكلات التي ما يزال يُعاني منها الشرق الأوسط والعالم العربي حتَّى الآن على عِدَّة أصعدة.
وما تزال وثائق الأرشيف العثماني ومخطوطاته تكشف المزيد من الأسرار والحقائق التي غيَّرت وجهات نظر معظم المتابعين وغيَّرت أحكامهم المُسبقَة عن الدولة العثمانية التي كانت هدفًا لكلِّ نقد، لاسيَّما من المستشرقين وتلامذتهم المُستغربين، أعني بهم المؤرخين العرب المتحدثين بلسان المستشرقين والتابعين لمدرستهم الفكرية الرَّافِضَة والكارهة لكُلِّ ميراثٍ عثماني لأسباب أغلبها غير موضوعي.وفي تراثنا القريب ثمَّة شاهد عيان عاصر العهود الأخيرة لهذه الدولة وشارك في أحداثها بقلمه وفعله وكيانه كُلِّه، هو المفكر والمصلح الإسلامي (محمد رشيد رضا) وسواء اتفقنا مع توجهاته وآرائه أو اختلفنا مع وجهات نظره، إلا أننا يجب علينا الإقرار بفضله ودوره وتُراثه العلمي، حيث ترك لنا تراثًا شديدَ الأهمية والثَّراء، يعنينا منه المقالات التاريخية في مجلَّته الشهيرة المنار، وهي بحق مصدر مهم للتاريخ الفكري والاجتماعي والسياسي للفترة التي صدرت فيها وللأحداث التي عاصرتها، وللمنطقة التي شهدت هذه الأحداث، لاسيما مصر والمنطقة العربية والدولة العثمانية بصفةٍ عامة.