التفاصيل
أحس يونس بقوة صفحة الماء وهو يصطدم به. وكأنه هوى على سرير من زجاج وحطمه لأشلاء مضيئة. غمرته المياه من كل ناحية. رفض أن يفتح عينيه أو يفلت الجسد من بين ذراعيه. ثوان وطفى إلى السطح. فتح فمه وتنفس بعمق. حاول العوم ونجح. لاحظ ركود المياه من حوله إلا من أثر الشلال الذي يصب فيها. استقر جسده على سطح الماء. نظر إلى الجسد بين ذراعيه فوجد الحياة قد ودعته. لقد كانت مشعّة بين يديه، لكن شعاعها لم يكن لها من الموت منجى. لكن ما أثار ذهوله هو المكان الذي كان فيه. نظر حوله ورأى المنظر الذي انخلع له قلب كوثر وآدم ويوسف.
لقد رأى الجثث الطافية على سطح البركة!
كانت هذه البركة قبراً من نوع ما. قبراً لهذه الجثث المتناثرة. أطفال وأولاد وبنات. كلهم تجمعوا على سطح البركة ليرسموا لوحة عنوانها الموت والتيه. كانت الجثة التي بين يديه إحدى الأرواح التي استقر مقامها في هذه البركة.