خلال قرونٍ ظلَّ الشرق مصدرًا للغرابة في كتابات الرَّحَّالة والمغامرين الغربيِّين، الذين بالغوا في تصوير البَذَخ الجنسيّ العَجَائِبيّ. وكان الشرقُ في عيونهم أُنثَى في الأغلب. وقد انتظرنا طويلًا حتى كان رَدُّنا الإبداعيّ بتأنيث الغرب وتذكير الشرق، في نماذج روائيَّة عديدة تصوِّر اللقاء بين الأُنثَى الغربيَّة والذَّكَر الشرقيّ. وتصلحُ «موسم الهجرة للشمال» للطيِّب صالح عنوانًا ودليلًا لهذا الرد الإبداعيّ العربيّ.
لكن محمد علي إبراهيم الذي ينتمي إلى
جيلٍ وزمنٍ لم يعُد يرى اللقاءَ مع الغربِ مواجهةً بين ذُكُورَة وأُنًوثَة، ينسجُ روايةً تحتفي بالحب، بالمساواة، في هذا اللقاء بين الفتاةِ الصعيديَّة ليلى والرجلِ الآيسلنديّ فرانز.