لا يوجد منتجات في عربة التسوق
في عالم يسكنه فقط الملائكة والشياطين، تصطبغ الأحداث بلونين لتبدو إما قاتمة شديدة السواد، أو عظيمة ناصعة البياض، تختفي درجات الألوان الأخرى كافة، تتوارى كلمات نسبية عديدة من قاموس اللغة لصالح كلمات حادة، يروي الجميع قصة الحضارة إما من منظور الخير المطلق أو الشر المفزع، يقصون التاريخ كما تمنوا أن يكون، يجعلون من شخصياته إما آلهة لا يأتيها الباطل من بين أيديها أو أوغاد عاثوا الفساد في الأرض متناسين أن الجميع بشر يصيبون ويخطئون.
هكذا تبدو لحظات الحقيقة في قصتنا نادرة الحدوث، ومضات قليلة تضيء عتمة هذا الزيف الذي سيطر على كتب التاريخ وملأها، قبس من نور يحمل بين طياته هدى لكنه يغيب خلف غيوم التضليل المتعمد تحت وطأة عمليات التجميل التاريخية تارة، أو حملات التشويه تارة أخرى.
في هذا الكتاب محاولة بسيطة لإزالة الغبار عن أحداث عديدة نالها ما نالها من التشويه والتبجيل على حد سواء، محاولة لصياغة التاريخ صياغة موضوعية لا يشوبها المجاملة أو الإفتراء، محاولة لكتابة التاريخ كما كان ..
من فضلك سجل الدخول وسوف تضف المنتج إلى قائمة المفضلة