لا يوجد منتجات في عربة التسوق
"داس حذاؤه الأسود ذو النعل اللندني الناعم فوق سجاد البهو الفسيح، ثم أحدثت خطواته الواثقة قعقعة أصدرتها الأرضية الرخامية، محاطًا بمعاونيه من الإنجليز وخدمه مصريين وسودان، كانت الرسوم البارزة فوق الجدران تخنع له فور عبوره، تخشع في حضرته التحف والتماثيل واللوحات الزيتية، تُرائيه الأعمدة المزركشة، وتنتصب سامقة في توقير وانضباط، تظله الثريات الوارفة، مشَّط الردهة العظيمة بعينيه الثاقبتين، وتبسم راضيًا وتنهد في ارتياح، ثم لثم غليونه بقبلة طويلة ليطلق بعدها أدخنة نفاذة الرائحة لفظها الهواء واشمأزَّت منها الأنوف". اعتاد التجار على استقدام عربات الكومبيل الملكي إلى مصر من بريطانيا العظمى وبلاد أروبا ليركبها الباشاوات والأعيان وذوو الحظوة الرفيعة، ولم يرد على بال أحدهم أن يكون لهاتيك العربات المزخرفة ذات الستائر والنقوش المذهبة دورًا آخر، لو علمه صانعوها من الإفرنج ما أقدموا على إيفادها إلى تلك البلاد السمراء، التي تقبع تحت لواء التاج البريطاني، وربما لما أقبلوا على تصنيعها من الأساس!
من فضلك سجل الدخول وسوف تضف المنتج إلى قائمة المفضلة