التفاصيل
مضت الاشهر وخيل إلي صاحبنا انه لم يعد يخشي اويذكر, فاجتراً علي العبور بالطرق مرة بعد مرة, وعبر بها ثلاث مرات أو أربعا علي الاكثر, وكانت الرابعة هي التي فوجىء بها هذه المفاجأة التي لم تكن في الحسبان...
إنه لم ير صاحبته بعد اللقاء الاخير قي اثناء تلك الاشهر الموحشة, لانه اجتنب الاماكن التي عساه ان يراها فيها, ولزوم بيته في معظم الايام وقد علم انه ما من مرتاد او متزه يقصد إليه إلا وهو خليق ان يعاوده ببعض ما يسوؤه ان يراه, فلما عبر الشارع المهجور تلك الليلة مطرقاً كعادته حين يسير علي غير قصد الي مكان معلوم سمع من جانبه صوتاً يناديه: صوتاً يعرفه بين الف صوت, بل بين جميع ما خلق الله من الاصوات والاصداء: صوتها هي بعينها يهتف به: أهو أنت؟ أهو أنت؟ سمع هاتين الكلمتين فأحس لهما صدى كانفعار الهاوية تحت السفينة في البحر اللجي من اثر عاصفة او زالزال