يعتقد المتخصصون أن الكتابة اليدوية يمكن أن تكون نافذة على ذهن الفرد، ومن خلال تحليل كيفية قيام شخص ما بنسخ الحروف والكلمات على الصفحة، يمكنك تحليل ملفه الشخصي ومشاعره الإنسانية.
هذه الرسائل مكتوبة بخط اليد، كما لو أنها بحبر القلب ومداده. سياسيون وقادة وفنانون وملوك ومشاهير، كنت أشعر بدفء تلك الحروف وأنا أطالع تلك الرسائل وأجمعها، كم توقفت عندها متأملة، أفكر في اللحظات التي سطَّر فيها هؤلاء رسائلهم، حالاتهم الانفعالية والمزاجية، مدى تأثرهم بالظروف المحيطة بهم أو الصرعات التي كانت تعتمل في نفوسهم، أثناء كتابة تلك الرسائل بخط اليد. بتلك الحروف المتمايلة والمرسومة ببطء أو على عجل، تجسدت الحالة المزاجية وربما العاطفية لكاتبها.
كل كلمة مكتوبة أو حتى مشطوبة، لها معناها ًودلالتها في تلك الرسائل التي حفظها الزمن لشخصيات كانوا ذات يوم يملؤون الأسماع والأبصار في لحظات شخصية للغاية لم يكن بطلاً لها سوى الورقة والقلم بعيدًا عن الرسميات والتكلف.
توليفة إنسانية شديدة التنوع.. قامات كبيرة ذات وزن وشأن كلٌ في مجالها، نسجت في المحصلة النهائية ثوب هذا الكتاب الذي كنت أكتب سطوره وأترجم مضمون بعض رسائله، وأنا أغوص فيه وأسافر عبر الزمن، ثقةً مني في أنها محاولة متواضعة لإضافة معرفة ثقافية وحكايات إنسانية صادقة
