عقب
وفاة أبي اجتمعت العائلة لمناقشة أمر الميراث، فقال عمي مواسيًا:
- شد حيلك يا ابني.. البقاء لله.
- لا يا عمي، البقاء للأقوى.
- ليه؟ هو أبوك مات في حلبة مصارعة؟!
- آه مات وهو بيصارع على الموارد المحدودة في سباق شرس بين القطعان.
- بس أبوك مات في البيت مش في ناشيونال جيوغرافيك! وكان عارف أفكارك فوصى إنك ما تورثش فيه غير لما تتجوز بنتي.
- أنا ضد الجواز، أفضل وسيلة للتناسل هي اللي الحيوانات بتمارسها، غريزة التكاثر لبقاء النوع فقط بدون غلاف بشري أحمق يدعى الزواج..
- يعني إيه؟
- يعني أنا آسف مش هتجوز بنتك.
- وأنا آسف مش هديك ميراث.
- بس دا ظلم.
- عندي عيال ياكلوا الزلط.. وأنت لسه قايل إن البقاء للأقوى، فيا تنفذ وصية أبوك، يا تنسى الميراث.
- مفيش حل تاني طيب؟
- أبوك كان عارف إنك هترفض فاقترح حل تاني بس صعب عليك.
- أيًا كان مش هيبقى أصعب من جوازي من بنتك القردة.
- قردة عشان الإنسان أصله قرد وكدا؟
- لأ عشان وحشة؛ واعذر صراحتي، تكويني النفسي يمنعني من النفاق والمجاملات وكل البدع التي تسببت في تخلف المجتمـ...
- اسكت ياللاه.
- حاضر.
- أبوك عايزك تثبت صحة نظرية التطور.
- بس دي محتاجة ملايين السنين!
- لا ملايين السنين ولا حاجة.. مش أنت مؤمن إن الإنسان أصله قرد؟
- آه
أشار لابنه الأكبر -البغل أخو القردة- وأمره:
- قوم يا محمد هات أصل الإنسان من بره..
- إيه أصل الإنسان دا يا عمي؟
- قردة.
- بنتك؟
- لأ قردة تانية، أبوك طلب إنك تختلي بيها، ولو قدرت تخليها تحمل منك يبقى أنت وداروين صح وتاخد الميراث...
اعتقدت أنه يمزح فنظرت له متعجبًا ولكنه قطع الشك بأن أمر بحدة:
- هات القردة يا محمد.
- هو هيجيب قردة بجد؟
- أبوك حصرك بين خيارين، يا تتجوز بنتي "القردة" يا تتجوز قردة حرفيًّا.