كان الصباح رائق النسيم، والبيوت والدور مغسولة بماء المطر، وتعطّرت الطرقات -رغم الأوحال- بعبق فريد يتطاير شذاه في الأرجاء، عطر يعرفه طه جيدًا، ذاك أن المطر، حينما يمتزج بأديم الأرض تنطلق رائحة نفاذة جميلة.. كأن اليوم عيد، هو كذلك بالفعل، فقد تزينت السماء بقطع من السحاب الأبيض.. تناثرت في رحابها على هيئة أشكال خلابة تداعب الشمس من حين لحين، فتحجب عنها أشعتها الذهبية التى تشع دافئة حانية.