لا يوجد منتجات في عربة التسوق
هل الروائي مؤرخ ؟ فيلسوف؟ عالم اجتماع؟، أم باحث في الأنثربولوجي، أم كاتب رأي أم محلل نفسي وسلوكي أم معني بالميثولوجيا وأساطير الأمم وملاحم الشعوب وسير رموزها، أم هو الكاهن حامل وصايا الإنسان من جيل لجيل؟ إنه كل هؤلاء مضاف إليهم قدرته الموهوبة على صنع الجمال وتشكيل الوعى وشحذ الوجدان... سمعت هذا الكلام من الخال الروائي الكبير الأستاذ عبد الوهاب الأسواني غير مرة، وربما بصياغات مختلفة، وهو يُعرف «الروائي». وظني، الذي صار يقينا تؤكده الدلائل، أنه كان يصف نفسه، وإن كنتُ أجد هذا الوصف ينطبق على قلة من كتاب الإنسانية الخالدين العظام، فهو على الأسواني» أوضح انطباقا وأجلى ظهورا، بقدرته الفذة على صنع عوالمه وتشكيل تفاصيلها وضخ دماء الحياة في شخوصها، معتمدًا على ثقافة وسيعة ومتينة ومتشعبة، ساقته الأقدار المصادرها المتعددة المتناقضة منذ مولده عام 1934 في بيئة قبيلة عربية بأقصى الصعيد الجواني، وتنازع طفولته وصدر شبابه بين تلك البيئة ومدينة الإسكندرية في عصرها الكوزموبوليتان، ثم انتقاله للعيش بالقاهرة وغيرها من العواصم العربية، يصحبه في كل عمره وتنقلاته نهم لا يرتوي لقراءة جادة جعلته يجمع التاريخ والجغرافيا وامتداد الإنسان بينهما في راحة يده، يستقرئها ويتأملها ويستنتج منها ويدون ويبدع.
من فضلك سجل الدخول وسوف تضف المنتج إلى قائمة المفضلة