id="same_product_height" >
الصادقون أولى بالمعروف
  • الكمية المتاحة: متاح الكمية متاحة نفذت الكمية يمكنك شراء هذا المنتج حتى إذا نفذت الكمية

الصادقون أولى بالمعروف

LE 130.00
التفاصيل
لم أستطعْ الهروبَ من الشّيخوخةِ التي احتلَّت ملامحي، كلَّما أقفُ أمامَ المرآةِ أجد الشّعرَ الأبيضَ يحاوطني والتّجاعيدَ الشّاهدةَ على كُلِّ مرحلةٍ عشتُها في حياتي، والخطوطُ الرّفيعةُ حول شفتيَّ التي تشهد على حزني وابتسامتي، أجد نفسي فتاةً في الثّلاثينات وحيدةً عبوسًا، تبحث عن الشّبابِ الذي ضاع في الأحلام وجنَي ثمارَ طموحي التي لم تكتملْ ولن تكتملَ وسط الكمِّ الكثير من الأحلام والطّموحات التي أقف أمامها الآن عاجزة!
فتاةٌ تحمَّلت الكثير من أجلِ لا شيءَ، لا شيءَ بداخلنا، نحن فقط من نؤمنُ بها، نحن فقط نراها أفضل، ولكنْ كلَّما استمررتَ على هذا البؤسِ، لا تجدُ شيئًا بعد ذلك، أقفُ الآنَ عاجزةً لا أطيقُ ملامحي التي كبرت فجأة، وأصبحت امرأة كبيرةً رَغْمَ أنَّي مازلتُ شابَّةً، لم يصادفْني فتَى أحلامي، لم أكن في عداد المتزوجين، كُلُّ شيءٍ بداخلي لونُه أسود ماعدا شعري الذي خذلني واشتعلَ فيه البياض، ألمسُ جسدي الذي مازال برونقه، رائحة الصّبا فيه، رائحةُ الحُبِّ مازالت تتدفَّقُ منه!
ألمسُ جسدي الذي عاش كُلَّ مراهقاتي، وسعادتي وحزني حَتَّى وقت الخذلان، ألمسُ وجهي الذي شهدَ على قطراتِ دموعي التي كانت تتساقطُ عليه كُلَّ يومٍ ولا أجد أحدًا معي يمسح تلك الدّموعَ اللعينة، التي بعد ذلك يصاب وجهي بلسعةِ الخوفِ كُلَّ يومٍ، لا أحسب كيف كان ولا أحاول أنْ أستردَّ منه العمرَ الذي مضَى، أنا التي واجهتُ الحياةَ بكُلِّ ما أوتيت منها من متاعب، أنا التي لن ترَى السّعادة بعد ذلك، رسمتْ كلَّ منحنياتِها ولكنَّها لن تأتي، يأخذني فضولي لأسئلة كثيرة بداخلي.
لماذا ولدتُ في هذه الدّنيا وأنا حليفةُ الفشل؟! أحاول أنْ أكتبَ وأحققَ ذاتي، وفي النّهاية أُلقي بكُلِّ ما كتبتُه في صندوق القمامة؛ لأنَّني قد خُذلتُ في هذا العالم، قد وضعت في مكانةٍ صغيرةٍ بداخله، هذا العالم البائس المفلس في العطاء، جعل مِنْ مَنْ يريدونَ الأحلام مُسخةً، ومَنْ ليست لديهم أي مواهب حياةً جميلةً، نعم، أنا أتمرَّد علَى هذه الأوضاع وأسأل نفسي، هل كنتُ امرأة موهوبةً أم كنت موهومة، موهومة بأشياء أنا وحدي فقط مَنْ أراها؟! هل كنت مخطئةً لهذا الحدِّ في رسم شخصيَّةٍ مختلفةٍ عن شخصيَّتي العبوس، الكثير من الأسئلة الفلاذيَّة التي لن يجدَ أي مبرر لوجودها، أسئلة كثيرة بداخلي، فعندما سالتُ نفسي لماذا أنجب والداي فتاةً مثلي، جاءت لتتحطَّم بين البشر، جاءت في عالم لا يشبهها قطّ، جاءت لتعيش تعيسةً لا شيء آخر.
بطلةُ الرّواية

شوهدت مؤخراً

العودة إلى أعلى
Liquid error (layout/theme line 284): Could not find asset snippets/globo.preorder.script.liquid