معنى الوهم، هو الاعتقاد الخيالي بصحة أمرٍ ما، والإيمان به، ثم المبالغة في تأكيده دون أن يكون له إثبات في الواقع الفعلي. “متاهات الوهم” هو الجزء الأول من سباعيات دكتور ‘يوسف زيدان’، وهى عبارة عن ثلاثة كتب، كل منها يتكون من سبعة فصول، وقد كُتبت فصول هذه السباعيات في مقالات متتابعة بجريدة المصري اليوم. يحاول من خلالها دكتور ‘زيدان’ سبر أغوار أصول الوهم والتوهم المترسب في العقل العربي والمصري، سعيًا نحو إضاءة تلك المناطق المعتمة في الوعي، وإعادة بناء بعص التصورات المغلوطة للعديد من الوقائع التاريخية ذات الطابع الخيالي. فهناك أوهام وجودية تسيطر علينا، منها ما يخص هويتنا العربية، أو ما نشاركه مع غيرنا، كالعماليق عند العرب، والطيطان عند اليونان، وزواج الإنس والجن، وسكنى الآلهة فوق جبل الأوليمب، فيسعى المؤلف لدحض تلك الأوهام التي تدور حولها أفكارنا، لإيقاف هؤلاء الساعين لتجهيل الناس وإحكام القيد حول رقابهم، وللخروج من بؤرة الاضطهاد التاريخي الذي يسيطر على العالم العربي. تتابع فصول الكتاب السبعة في عرض شيق، وبدراسة متقنة مستعينة بكل أدوات الباحث العلمى، فيأخذنا “زيدان” في رحلة حول أوهام المصريين مثل عودة المخلص، وجدلية الناصر صلاح الدين، وفكرة الخلافة والبابوية، ومصر المحروسة والمستهدفة، فيستبعد كل ما هو غير تاريخي ومنطقي، ثم في باقي الفصول يستعرض أهم الخرافات التي وردت في فتح مصر، ورد الشبهات عن رواية “عزازيل”.. وينتقل إلى علاقة الإسلاميين بالكرسي السياسي. يحاول هذا الكتاب فتح مدارات عقلية واعية، بعيدة عن ترسبات الوهم التي امتلأت بها عقول العرب والمصريين، حتى بتنا تائهين في متاهات لا نستطيع الخروج منها.