في ساحة الإعدام أخذوا ينظرون إليها وهي تنتظر مصيرها، بينما وقف العقرب حاملًا سيفَه على الجانب الآخر من المشهد؛ لوقف ذلك الطقس الشيطاني ومنع تحرير الكيان الأسود العظيم.. هكذا كان...
دائمًا ما تكون الحقيقة واضحة أمامنا، ولكننا لا نراها أو بمعنى أدق نخاف أن نراها؛ فهل تجردتَ يومًا من ثوب القاضي والحكم على أخلاق الناس وتصرفاتهم، وعبرت إلى الجهة المقابلة...
ثلاثة أعوام وأنا أحققُ وأبحثُ وأواصلُ عملي ليلًا ونهارًا، أصبحتُ أرى المجرم في كلِّ الوجوه، أستمع إلى خطواته وصوتَ أنفاسه.. القاتل المحترف هو مَن لا يترك وراءه أثرًا، أما القاتل...
هل بتجاهلنا إشارات القدر نجعله يقسو علينا أكثر مما كان مُقدرًا لنا؟ هل كان القدر يُعمينا عن كل شيء لكي يزيد من ضرباته المتتالية بلا هوادة أو رحمة.. لا أحدَ...
أحيانًا يكون على البعض منّا أن يتوه بمتاهة ما ليبحث فيها عن مكامن روحه التي لا يعلم بوجودها.. وها أنا في ظل دوراني بداخل طرق متاهتي الملعونة وجدت ما كنت...
فكرت وأنا أدير رأسي لليسار قليلًا، وأسمع صوت الخرفشة والخطوات تقترب، لأرى الرجل أخيرًا وهو يمر أمام النافذة في واحدة من دوراته، أمام عيني المتسعتين ذهولًا، الرجل الذي يرتدي جلبابًا...
هذا الطلسم ملعون ومُخصَّص لاصطياد مِلِك الجان ذاته وسجنه... وهو لمن يترك من عرف سره حيًّا مهما كلَّفه الأمر، وسيظل يطاردنا محيلًا الأرض إلى جحيم مستعر ولن يتركنا إلا جثثًا...