لا يوجد منتجات في عربة التسوق
الكاتب روايته لكل مؤمن بالسلام في زمن الحروب الجائرة فيتساءل القاريء بعد هذا الإهداء القوي وقبله الاسم المحير. أي عمل هذا هو بصدده؟! ثم يدخل على شكر عجيب موجه للكاتب من شخصيتين هما هيلين وهيليوس “أي الشمس والقمر في الأساطير القديمة” اللذين حكيا حكايتيهما له بعدما ظلت روحاهما معذبتين لثمانية عقود وبعدما أدليا بشهادتيهما ارتاحت روحاهما ونامتا في سلام.
يالها من مقدمة مليئة بإثارة وتشويق، وهذا عهدنا بالمبدع الدكتور عمر فضل الله.. تجلس هيلين عند برج لندن تطالع الغربان المحلقة عند البرج وخاصة زوجاً منهما يناجي بعضهما بعضاً . تؤمن هيلين كما الانجليز أن موتاهم اتخذوا من حواصل الغربان مأوى لهم – هذه الغربان تهاجر إلى لندن وتأوي في البرج – فتبدأ في مناجاتهم وتذكر موت أخيها هيليوس في الخرطوم منذ سنوات. الذي قتل بالخطأ من قذيفة سلاح من زميل له ينظف سلاحه، وكان في العشرين من عمره وذلك عام ١٨٩٨. تعود هيلين بذاكرتها إلى أصل الحكاية، التي جعلتها هي وأخاها ينتقلان من إنجلترا إلى أم درمان .. قبلها عاشت هيلين في عهد الملكة فيكتوريا في شظف عيش رغم أن هذه الفترة كانت جالبة للكنوز من إفريقيا والهند والكاريبي، إلا أنها جاءت لأناس دون أناس، للطبقة العليا من السكان دون البقية . فأصبح هناك من يفضل النوم في تابوت الموتى مقابل أربعة بنسات بدلًا من غرفة تأخذ من قوته الكثير من المال بل ومن يشرب ويتحمم ويطبخ من مياه المجاري أيضًا
من فضلك سجل الدخول وسوف تضف المنتج إلى قائمة المفضلة