"وتسآلت في نفسي: لماذا أعي، ولماذا أدرك كل ذلك، ولماذا لم ينبِت لي الله قلب كامل، لا يحتاج لقلب مفطور آخر ليكمله؟".
بكلمات تملؤها الحسرة، كان شعور آدم، والذي تتقلب به الأحداث بشكلٍ مؤسف وساخر بين غياهب اليتم والوحشة، دون أن يثنيه ذلك عن محاولاته الحثيثة ليلتمس الحب والطمأنينة عن طريق الوقوع بسذاجة في حب كل فتاة يقابلها دون النظر لعواقب الأمر، حيث أنه اقتنع بكلمات والده القديمة المؤنِّبة له بأنه كان السبب في موت أمه لحظة ولادته، وبأنه قد أُصيب بلعنةٍ يومئذ تجعل من قلبه خواءً، مما يدفعه، دون وعي، ليبحث عن حب واهٍ يملأ به ذلك الخواء.
فكيف تنتهي به رحلة البحث عن الحب والسكينة، وهل يجد يومًا حبًا صامدًا ضد الزمن واللعنة»