إننا نبدأ من الصرخة، ليس من الكلمة. مواجَهين بالتشوه الذي أحدثته الرأسمالية في الحياة الإنسانية. صرخة حزن، صرخة رعب، صرخة غضب، صرخة رفض: «لا».
يجب أن يكون الفكر رافضًا كي يَصدُق مع الصرخة. نحن لا نريد أن نفهم العالم، بل أن ننفيه. الهدف من التنظير هو أن نصوغ مفهومًا رافضًا للعالم، ليس كشيء منفصل عن الممارسة، بل كلحظة من الممارسة، كجزء من الصراع لتغيير العالم، كي نجعله مكانًا ملائمًا لعيش البشر.لكن كيف يمكننا، بعد كل ما حدث، أن نبدأ حتى في التفكير في تغيير العالم؟
"عمل عبقري في النظرية الماركسية، إلا أنه يقع بين النظرية الماركسية والشعر."
الأنثروبولوجي الأمريكي ديفيد جريبر
يفتح جون هولواي جدالا نظريًا حول تغيير العالم، عارضًا بعض المفاهيم الأساسية للماركسية في تطور للتقليد الماركسي النقدي التي يمثلها أدورنو وبلوخ ولوكاتش من بين منظرين آخرين، كما يؤصل التفكير في مفهوم ماركس عن التصنيمية وطريقة تحول الفعل إلى كينونة.