لا يوجد منتجات في عربة التسوق
رأى داود الله، رأى رحمته تتجلى أمامه خلال الساعات القليلة الماضية، فما كادت الباخرة (ثريا) تبلغ (أُم بكول) أخطر مواقع الشلال الثالث حيث تقبع صخور سوداء هائلة مغموس نصفها تحت المياه الهادرة والنصف الآخر يبرز مخيفا حتى أخذت تترنح بقوة وسط ذلك التيار الجارف وتتلوى بين الأمواج الغاضبة كدجاجة مسها عقرب، حيث غاصت مقدمتها ثم ارتفعت عاليا وظلت على تلك الحال لساعات ابتهل فيها البحارة لله أن ينجيهم وينزل عليهم لطفه حتى استقرت الباخرة من تلقاء نفسها واجتازت (أم بكول) بمعجزة، تنفس الجميع الصعداء وقلوبهم لم تبلغها الطمأنينة بعد، فما مر عليهم منذ بداية تلك الرحلة لم يكن هينا قط، فمنذ أن انطلقت صافرة الباخرة من ميناء وادي حلفا في منتصف شهر أغسطس والأوقات العصيبة تلضم ببعضها البعض كحبات عقد لا نهاية له.
من فضلك سجل الدخول وسوف تضف المنتج إلى قائمة المفضلة