فإذا بالخُرج القماش المعلق بكتفه ينقطع ويسقط منه الخيار فينشغل العسكر بجمعه أما الفلاح المسكين انشغل بأمر آخر لاحظه شاكر الذي مجرد أن قام من مكانه عاد للجند انضباطهم ثم نظر إلي ذلك الفلاح نظرة جعلته يرتعد ثم سأله:" ما هذا أيها الفلاح ، أرني ما بيديك "
الفلاح : " هي ألعاب من الخشب صنعتها لأطفالي الذين ماتت أمهم من زمن قريب"
يهمهم شاكر ويسأله: " هذا أسد وزراف وما هذا "
يبتسم الفلاح في تخابث ثم يقول: " إنه حمار يا مولاي أعز الله مقامك " فتضحك العامة في سخرية.
فيبتسم شاكر في برود ثم يقول له : " أتريد أن ترجع إلي أولادك ايها الرجل "
يرتجف الفلاح من نظرات شاكر الباردة ويهز رأسه كعلامة الموافقة فينظر شاكر إليه ثم يقول له : إذا فأنت حمار ... انزل علي أربع ونهق "
يحمر وجه الفلاح غضبا وتحتقن عينيه فإذا بشاكر ينهره بقوة:" نهق ...يا حمار وإلا علقتك علي باب زويلة جزاء فعلتك النكراء بسيدك القاضى"
يرتجف الفلاح لكن ما بقى منه يأبى الرضوخ واجتهد العامة فى إقناعه حتى ينجو خوفا على حياته ولما أبى لم يجدوا سوى ضربه لحمله علي الطاعة فأخذ الفلاح ينهق والعامة تبكى وتنشج.