من الفظيع انك تدرك انك غير قادر علي استجماع أفكارك. هذا عذاب يفوق عذاب أن تجد نفسك سجين مقعد متحرك. “عقل بلا جسد” هي مجموعة قصصية تجعلك في وضعية الطفل المستمع لحكايات و ألغاز ومنتظر النتيجة و معرفة العقدة. قد جعلها العراب مزيجاً من معلومات رياضية مبسطه غير دسمة أو مملة وتنشيطاً لقوة الملاحظة وسرعة البديهة. “عصام فتحي” هو بطل القصة المعروف بعبقريته كما أنه أستاذ في الرياضيات، وكان قادراً على حل أي لغز رقمي مهما بلغت صعوبته، هو حبيس الكرسي المتحرك ولكنه جديراً بلقب “رجل الأرقام”، وصديقه الضابط الذي امتلك العضلات والقوة الجسدية، وبرغم ذلك كلما وقع في في مأزق يطلب العون من “عصام”، فهو يحل له الألغاز التي تتعلق بعضها بجرائم خفية. وبعضها يتعلق بمحاولتنا لفهم الآخرين. لكنه كل مرة يبصر الحقيقة المتوارية وراء الضباب ويثبت أنه عبقري حتى لو كان عقل بلا جسد، وأنه لدية قدرات خاصة على الرغم من الممكن أن يراه البعض ذوى الاحتياجات خاصة. وكما هو المعروف سابقا عن “العراب” بأنه لا يستطيع إهمال الجانب الإنساني العاطفي لدى القارئ، فهو لن يتركك قبل أن يحرك عواطفك التي قد تذكرك أنك حي ترزق. “أود أن أبكى وارتجف وألتصق بأحد الكبار، ولكن الحقيقة القاسية هي أنني أحد الكبار”.