منذُ بضعِ سنينَ ليسَتْ ببعيدةٍ -ربما قَدْرُها عِقدانِ أو أقلُّ مَوسِمًا- فقدَ خلالَ فجْرِها وضُحاها قُدرَتَه، وهنَتْ عقيدتُه، أتباعُه، مَحسُوبُوه، مُريدُوه، وحتى عابِدُوه، تمرَّدوا عليه أجمعين، عصَوْا أوامِرَه، تغاضَوْا عن شريعَتِه، ولكنه لم يَشْدُدْ عضُدَه، حتى إنه لم يتوعَّدْهُم بالعذابِ المُقيم. بسَطَ الجبارُ يدَهُ في استسلام، وخنَعَ على عرشِه حتى جارَ عليه الزمان، وهو الذي خلقَ الزمانَ يومًا.
وها قد عاثَ بنو البشَرِ فسادًا في أرضِه، يراقِبُهُم بدورِه في صمتٍ تامٍّ، كأنهُ هباءٌ منثور.
اليومُ فجرُ عهدٍ جديد، عهدِ بني آدم.. هُمُ الآلهة، وأضحى الأخيرُ قديمَ الطِّراز!
على الربِّ أن يقبَلَ هزيمَتَه هذهِ المرَّة.