سألته:
- هل ندمتَ على سفرك؟
- لا أنكر أنني افتقدتُ الدفء العائلي واحتجتُ لفترةٍ طويلةٍ كي أدرِّب نفسي وأعدُّها على القوة والتماسك من أجل الاستمرار فيما قررتُ السفر من أجله؛ للاستفادة من التقدم العلمي والبحثي في دراستي ومستقبلي، لكني اليوم أرى أن الكل أصبح سواءً.. استوى كل شيءٍ هنا وهناك.
استوقفته قائلة:
- لكن بقيَ شيء واحد تعلمتُه منك ومن وعائلتك.
نظر إليها مستفسرًا:
- ماذا تقصدين؟!
استطردتْ قائلةً:
- عروبتكَ وعقيدتكَ.
ابتسم لها ضاحكًا وهو يعلقُ قائلًا:
- عروبتنا كالداء المُزمن لا يُشفى بالدواء، بل ينتقل بالوراثة للأبناء..
ودَّعته باسمةً وخطواتُها مثقلة متوجهةً إلى وطنها تحمل على أكتافها ألم الفراقِ وألم الحسرةِ على الوطن والأصدقاء.