لماذا يتحمل أي إنسان عبء المنفي الإختياري – كما يحب أن يسميه كل هذا الرفض كل تلك الأيام الباردة، والخوف من الطرقات الممطرة، التي يمتد السير فيها للصباح حينما لا يتوفر المأوى والقلق على الوجبة التالية، وعندما أجبته بأنه أختيارك يا أستاذ ... نظر إلي .. وبكى ..
لم يشد من أزره إلا أيقونة العذارء والطفل تتشكل في يده يتأملها في أحلك الليالي وأعصف الأيام، كان يحاورها، يسألها وترد عليه فكانت مرشدته في طريقه، لقد طار ليرسم كما يحب ويعيش بشروطه هو نفسه، فكان نورها يخبو في فترات القحط وتتوهج في حالات النجاح وكان كلما رآها محفورة وقوية في يده، كان يتأكد أنه على الطريق السليم.
في هذه المذكرات – التي تشبه الخواطر الدرامية – رحلته منذ أن قدم إلي باريس لقد ذهب لباريس من أجل الفن ..إلا أنه ما فتىء أن عاد إلي الكاريكاتير، وبلغ من القوة في أنه جعله عالمياً.