يقيم المؤلف حوارات في ثلاثة مواضيع يتمحور حولها الكتاب، وهي: الإلحاد، والتشدُّد والإيمان، من منظور علمي وفلسفي. أما دوافعه لتأليف هذا الكتاب فهو يشير إلى أنه مثل الآخرين، إنسانٌ سئم التلقين والموروث، والانقياد والانصياع، والقتل والنزاع، وما فُرض عليه من ثقافة وفكر ديني، وملّ التضارب بين أقوال الناس وأفعالهم، وأنه إنسانٌ تعب من تلك الفجوة بين دينونة البشر وإيمانهم.
ويسأل نفسه: كيف يدّعي الناس الإيمان، وهم يمارسون القتل؟ وكيف يجرؤون على الادعاء أن الله طلب منهم ذلك؟ ويخرج من كل ذلك بنتيجة أن أكثر الناس يفهمون الدين على هواهم، وهم بذلك يشوهون الدين، ويتناقضون مع الفطرة الإنسانية، التي لا تعرف لونا، أو عرقاً، أو جنساً، أو طائفة، أو مذهباً، الفطرة النقية التي لا يحدُّها مكان ولا زمان، والتي تأبى أن تنحاز لأي طرف أو عنوان، تلك الفطرة التي تعلم أن ما بداخلها، أرقى وأعمق من الاعتقاد بأن الإنسان وليد الصدفة، أو نتيجة احتمال رياضي مردود، الفطرة التي لا تقبل إلا العدل والحق، والتي هدفها الخير كله عاجله وآجله، الفطرة التي يولد عليها الإنسان بلا كراهية، ولا أحقاد، أو عنصرية، أو أقنعة أو أدمغة، تلك الفطرة السوية التي يراها الإنسان في نفسه عندما يختلي بوجدانه، ويرى نفسه في بذور حقيقتها وأصول طبيعتها.