التفاصيل
يقول الله- عز وجل- في سورة الحجُرات: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.
وكل شيء يدل على أن الله - عز وجل - قد اختار نبيَّه لجواره، وما زال الأعراب مسلمين لم يدخل الإيمان في قلوبهم بعدُ، رأوا سلطانًا جديدًا قد ظهر في الأرض وأظل المدينة ومكة والطائف، وطالب الناس بأن يدينوا دينه، ويشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، ويؤدوا ما يُفرَض عليهم من الواجبات. ورأوا هذا السلطان يعلن الحرب على كل عربي في الجزيرة يستمسك بشركه ولا يُذعن لهذا الدين الجديد، ورأوه يحول بين المشركين وبين المسجد الحرام بمكة، ويعلن إليهم قول الله - عزَّ وجل - في سورة براءة: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا. ورأوا لهذا السلطان من القوة والبأس - ورأوا فيه من السعة والإسماح - ما رهَّبهم ورغَّبهم؛ فأعلنوا إذعانهم لهذا الدين الجديد طائعين أو كارهين.