لا يوجد منتجات في عربة التسوق
أيا قاهرة المعز، أي مقهورٍ قهرتي، وكم قاهر قهرك! قالوا عن الزمان أنه أبٌ لكل عجيبة، ومن عجائب الدهر، وتصاريف القدر أن جُعلت مصرُ وقاهرتُها المقهورة مطمعًا لشعوب العالم من بعد سيادة، أتراك وإنجليز وفرنسيين وكُثرٍ آخرين. في هذه الأيام كان المصريون في مرمى نيران الألمان وقصفهم، وكانت عاصمتهم العتيقة تتجهز لاستقبال مخلص عظيم أو محتل جديد، فأحدًا لا يملك فِطنة الجزم، أو رفاهية التأكيد. لكن .. ولأنهم شعب طيب بزيادة، طيِّع بمراحل، فرحوا قديمًا برحلة الإسكندر المقدونيّ إلى معبد آمون في سيوة، وتلقبه بابن الإله من بعد أن غزاهم، وكأن الرحلة الصحراوية حررت الوافد الغازي وغسلته من الآثام؛ اعتبروا أن الغازي العظيم صار على دينهم، منهم وفيهم وعليهم. ومرَّتِ القرونُ ليفرح الأحفاد بنابليون، الفرنسيّ الغازي الجديد، فحين أذاع فيهم نبأ إسلامه، لقبوه بـ "علِي باشا بونابرتي" واعتبروه على دينهم، منهم وفيهم وعليهم. ومرَّتِ سنوات مِداد وفرح أحفاد الأحفاد بمحمد علِي، الألبانيّ الوافد الجديد؛ ولَّوْه أمرهم ورقوه عرشهم، واعتبروه منهم وفيهم وعليهم
من فضلك سجل الدخول وسوف تضف المنتج إلى قائمة المفضلة