يذكر النديم (1845-1897) أربعة أسباب رئيسة أصيلة تقدمت بها أوربا، وستة أسباب فرعية أخرى. أما الرئيسية فهي باختصار: توحيد اللغة، وتوحيد السلطة والشعب، وتوحيد الجامعة الدينية، والمعاهدات السياسية والاقتصادية بين الدول الأوربية واتحادها. أما الفرعية باختصار؛ فهي: إطلاق حرية الفكر والكتابة، وتجميع رؤوس الأموال في مؤسسات وشركات مساهمة، وتشجيع التنافس والابتكارات والاختراعات، وتعميم التعليم وتوحيده، وإقامة مجالس الوزراء لمنع الاستبداد والظلم، وإقامة المؤسسات لأهل الفكر والعلم والثقافة. دراسة مهمة جداً مع توضيح وتفصيل لكل نقطة، ومن يقرأ الكتاب بالفعل يعرف مدى عمق النديم وغزارة علمه في تحليله لأسباب تأخرنا. وقد أبدع المحقق د. محمد عماره رحمه الله في تحقيقه لهذا الكتاب، وكان عمله فيه: التعريف بالمؤلف ونتاجه الثقافي والفكرى والبيئة التي نشأ فيها، وتبيين الانتماء الثقافي للمؤلف، وكيفية رؤيته لإعادة نهضة الإسلام في الشرق من جديد، ثم ذكر أهمية هذا الكتاب وسبب تحقيقه له، ثم شرح بعض الأمور الغامضة في الكتاب. جهد جبّار من الدكتور محمد عماره نسأل الله أن يجعله فى ميزان حسناته ، فلقد وضح حياة المؤلف وسيرته ومؤلفاته ونتاجه الثقافي توضيحاً رائعاً. وللتوضيح فقد كان من أهم أعمال النديم في صحفه التي أنشأها؛ هو فضح خبايا الاستعمار الإنجليزي وعملائه الذين باعوا ضمائرهم له وحاربوا ضد دينهم وبنى قومهم، ولذلك نفي مرتين وحورب وأغلقت صحفه. كتاب يستحق كل مفكر وكل صاحب منصب أن يقرأه ويستفيد منه..... رحم الله المناضلين الكبيرين النديم وعمارة ونفعهما ونفعنا بعلمهما ... والله من وراء القصد ...