في أيامنا، خربنا اللعبه العزيزة التي تعمل بالزمبلك والبطاريات، امتلكنا القليل منها، ومع هذا، دشدشنا الإطار الخارجي بالمطارق، فككنا التروس وبعثرناهاء وكانت الجائزة الكبرى هي قطع المغناطيس، انتزعناها من أحشاء المواتير مع صرخات الانتصار. كنا نربط الكلاب الصغيرة من رقابها بحبال تشبه عقد المشنقة، قمنا بسحلها في الشوارع، دون ضغينة ضربناها بالتناوب بعصي منزوعة من أقفاص الخضار الفارغة التي حطمناها قبلها. ألقيت القطط من الشبابيك بدافع الفضول، أو دفعناها في وسط المرور والسيارات تمرق حتى نتأكد أنها بسبع ترواح. في ضهريات الصيف الملولة، كانت سدوم وعمورة اللعبة المفضلة لدينا والأكثر إثارة، لعبة عرفتها كل الكتب المقدسة، كنا نجمع أقلام الفلوماستر الفارغة ونشعل أطرافها، وتنطلق غارات الغضب الإلهي انهمرت كرات اللهب المنصهر على مستعمرات النمل، وتصاعدت دخنة ثقيلة كالحبر من أجساد الخنافس المفزوعة، تأملناها وهي تحترق بالنار والكبريت، ونقاط البلاستيك السائل تتمدد من بركان يتقيأ أحشاءه. ولم يكن في هذا كله، ولو لمحة من القسوة، كانت هذه طبيعة الأمور، في البيوت وفي المدارس وفي الشوارع، وفي كل مكان آخر، كانت أياما هادئة في أزمنة هادئة.