لا يوجد منتجات في عربة التسوق
اهتدى الدكتور شريف مليكة إلى الرؤية الجدليّة المركّبة لكلّ ما يمثل واقعه وتاريخه وفكره ووجدانه، وقد انشطر شطرين ذوي جناحين: الوطن والمهجر. فجاء أدبه غنيّ الأبعاد، متعدّد وجهات النظر، حواريّا تصطرع فيه الأفكار والنزعات ويجادل بعضها بعضًا، لا نكاد نرى فيه انفصالًا بين الأنا والآخر، والماضي والحاضر، والواقع والمثال، والطبيعة والثقافة، والجوهر والعرض، والأرض والسماء... وما كان له أن يهتدي إلى ذلك ويعتمده سبيلًا إلى الصياغة الفنيّة الحواريّة لعوالمه القصصيّة والروائيّة لولا أنّه استكشف تلك الجدلية في وعيه، وسَكَنَ إليها لبّه بعد التجربة والممارسة ودقّة التأمّل.
إنّ ذات المؤلّف هي الجسر الأوّل الذي ربط عالمي المنبع والمصبّ، الداخل والخارج، الذاكرة والمدى، وما كانت رحلاته بين الولايات المتحدة الأمريكيّة التي هاجر إليها ومصر مسقط رأسه مجرّد نقاط زمنيّة تحدّد الانطلاق والوصول هنا وهناك، بل كانت سفرات عموديّة وأفقيّة في الذات والمكان والزمان، واستبطانًا للذكريات والمشاهدات الراهنة، وقراءات متّصلة للصور الحسيّة والرموز المجرّدة، برهنت جميعها أنّه لا يمكن الحديث عن مصر الوطن بمنأى عن استحضار أمريكا المهجر، وأنّ قصّ مسيرة الإنسان المصريّ روائيًّا لا يمكن ألا تأخذ بعين الاعتبار الآخر المغاير. فالمحلّي لا يتجلّى إلاّ داخل الكونيّ، والأنا لا تكتمل صورته إلاّ إذا ما رسمنا صورة الآخر.
من فضلك سجل الدخول وسوف تضف المنتج إلى قائمة المفضلة