التفاصيل
تساءلت دقساء مراراً في نفسها عن الفرق الشَّاسع بين مليحة وبين زوجها ضاري في الحيوية والبهاء والنضارة، فرغم أنه الشقيق الأصغر منها، فقد أصبح كهلاً، تظهر عليه علامات التقدم في العمر، فالتجاعيد نقشت في وجهه ويديه وقدميه، وبدت مظاهر الشَّقاء في كفيه وفي حركته البطيئة، وتقوّس ظهره، بينما تبدو زوجته مليحة بجواره امرأة ثلاثينية، في أوج شبابها، ومما زاد من حيرة دقساء ودهشتها أنَّ مليحة تقوم يومياً بأعمال شاقَّة، ورغم ذلك لم يبلغ التَّعب منها مبلغاً، كأنها تملك قوة ابنة العشرين، لم ينل العمر منها شيئاً، فلم تقربها تجاعيد الزمن ولم يُحنِ ظهرها بل لعله زاد من جمالها.