لقد منحك الرب يدين اثنتين وعقلاً وعالماً كبيراً تستخدمها فيه عدوّي اللدود هو العمل اللاحق لرائعة جين وبستر صاحب الظل الطويل. وقد نشرت لأول مرة عام 1915 وكانت من بين الكتب العشرة الأفضل مبيعًا في الولايات المتحدة لعام 1916 ومثل جزئها الأوّل، تتألف هذه الرواية من سلسلة من الرسائل، لكنها تُكتب هذه المرة بقلم سالي مكبرايد، الصديقة الأقرب لجودي أبوت، التي، كما سيتضح للقارئ منذ البداية. عهدت إليها بمهمة إدارة ميتم جون غرير لكي تتولى الإشراف على إصلاحه، والتخلص من السياسات القديمة التي جعلت من الملجأ مكانًا قاتمًا وكثيبًا. منذ حالة الهلع الأولى التي تنتاب سالي مكبرايد لتوليها المهمة وحتى نهاية العمل يتتبع القارئ بإلهام وشغف القوة الأنثوية الناعمة وتأثيرها في إعادة صياغة الذات والعالم. هذه رواية عن النمو والتغيير والمبادرة وإنقاذ العالم بسلسلة خطواتٍ صغيرة تتحرك في الاتجاه الصحيح، وبقدر ما سنرى ميتم جون غرير ينمو إلى مكان مفعم بالضوء، سترى مديرة الملجأ الصغيرة. سالي مكبرايد تتحوّل من فتاة مرفهة باهتمامات سطحية إلى امرأة ناضجة ومديرة تنفيذية قديرة. هذه رواية ملهمة نحتاج كلنا أن نقرأها، لكي تتذكّر مكاننا الصحيح في العالم ونتصرّف على أساسه. ولكن أكثر من يحتاج قراءتها هم الشباب، لأنه سيكون رائعًا جدًا، أن نذهب إلى المستقبل بيدين بارعتين وعقلا حسن الاستعمال، فهذا العالم الذي نوجد فيه يحتاج إلى كثير من الأيادي والعقول على طريقة سالي مكبرايد.