لا يوجد منتجات في عربة التسوق
صرَّح الأمين العام للأمم المتحدة السابق “بطرس غالي” لـ”روبين فيلو” بأن “مجزرة رواندا هي جريمة تقع مسؤوليتها بشكلٍ كاملٍ على عاتق أمريكا”. وفي رواية أخرى أكثر رسمية تأكَّد أن منفِّذي الإبادة الجماعية من “الهوتو” وضعوا مخططًا للتخلُّص من حوالي مليون توتسيًّا بعدما تحطَّمت الطائرة الرئاسية الرواندية في قلب أفريقيا في ٦ إبريل ١٩٩٤. من أين تأتي هاتان الروايتان المتناقضتان؟ أيهما أصحّ؟
يخوض “روبين” بحثًا منهجيًّا ومقابلات مطوَّلة، ويحلِّل عن قرب الأحداث والشهادات المُدلاة في المحاكم والكتابات الرائجة في هذا الصدد، ويُسفر عن تلك الجهود حقيقة أن الرواية الرسمية ليست فقط زائفة، ولكنها بُنيت كذلك على أساس تغطية الأسباب التي أدَّت إلى تلك الفاجعة وحماية المجرمين المسؤولين عنها. وأكثر، لجعل القصة أصدق، أعاد الحكاؤون – دون كلل – سرد التقاليد الأدبية والعبارات والاستعارات المبتذلة التي رسَّخت أسس الاستعباد والإتجار في العبيد والاستعمار.
بعد حوالي ٢٠ عامًا، حُرِّفت الحقائق بشأن الفاجعة الرواندية، وتجاهلت الوقائع التي تم البت فيها أن رواندا تُستخدم الآن لتبرير ما يُدعى بالتدخل الإنساني في نطاق أفريقيا (وحول العالم). أصبحت خيالًا استعماريًا مرجعيًا، ولهذا السبب يسعى هذا الكتاب للكشف عمَّا حدث هناك بالفعل.
من فضلك سجل الدخول وسوف تضف المنتج إلى قائمة المفضلة