في العصور الوسطى؛ حيث كان يرتع أسلاف هؤلاء الأوربيون في مستنقعات من جهل وخرافة وفقر ومرض.. في ذلك الوقت كانت الأندلس في أوروبا منارة عظيمة تشتعل بأضواء العلوم والفنون والآداب والرقي؛ حيث كان طلاب العلم من جميع أنحاء العالم يتوافدون على جامعات قرطبة وإشبيلية وغرناطة وغيرها لينهلون من علومها وحضارتها..
الآن ينظر الشباب المسلم ولا يرى دولة تسمى الأندلس المسلمة؛ ولا شعب يسمى بالأندلسيين؛ وكأن الكلام على دولة أسطورية مفقودة تسمي أتلانتس لا الأندلس.. ربما لا يعلم الشباب المسلم كذلك عن تلك الجريمة العنصرية التي أقدم عليها أسلاف هؤلاء الأوربيون المتحضرون في حق أسلافنا المسلمين من طرد وتهجير وإبادة وقتل وحرق وطمس لحضارة إسلامية عظيمة عاشت لما يقارب الثمانية قرون!
لذا وجب علىنا أن نحكي لأولادنا عن تلك الحقبة العظيمة في حياة الزمن؛ حيث كنا وكانوا؛ حيث نرى كيف بنى الأجداد الأمجاد؛ ثم كيف أضاع الأولاد تلك الأمجاد وأضاعوا معها البلاد والعباد.