ليت هذا التاريخ يكتبه المنتصرون لعرفنا وصدقنا ورفعنا الرايات البيضاء وجلسنا مع المتفرجين نهز رؤوسنا ونهزأ من المصابين بالخيبة والخسارة والهزيمة حتى حين.. لكن التاريخ يكتبه المنتصرون إذا أرادوا فقط.. ويكتبه المزورون والمخادعون والمرتزقة والمتبضعون في كل حين بمشاعرنا الرخيصة ذات الرخصة المجانية لدخولها دون عناء..
ظل التاريخ الغائب عن الوعي والغائب عن الواقع والغائب عن الأدلة المثبتة والمستنيرة والمربوطة بما يخاطب الحد الأدنى من المنطق الإنساني الاعتيادي بضاعة مزجاة أتاحت الفرص وشرعت النوافذ، وفتحت الأبواب لثلة تسلموا وكالة غير شرعية وغير مشروعة؛ ليقولوا للناس ما كان يحدث للناس قبل مئة عام وألف عام ومليون عام..
كأنهم بعثوا من العدم وقدموا من الفناء ووصلوا من الفضاء وتسللوا إلى أسماعنا وأبصارنا ثم سرقوا عقولنا واختلسوا أذهاننا وتركونا على قارعة الزمن وقارعة الطريق، نقرع أقوالًا ونطبل لأحداث ألبسوها رداءً فضفاضًا على الجسد والزمن والروح