قال لي أحدهم ذات مرة وهو يرتشف فنجانًا من القهوة التي تجمدت أمامه من الانتظار:-
- قدر الإنسانية المعاناة، وقدر الفلسفة التخبُّط، أما قدر الفيزياء فهو إيجاد الحلول ومعالجة الأخطاء.
وعندما سألته عن قدر الرياضيات والأرقام الصارمة رد بثقة وهو يريح ظهره إلى الوراء:-
- قدر الرياضيات يا بني .. هو حتمية وجوب القدر.
ثم صمت لحظة كأنها الدهر بأكمله, وأكمل:-
- حاصل (١) +(١) = (٢).
ومهما فعلت يستحيل تغيير هذه النتيجة المنطقية حتمية الحدوث.
لكن عندما سألته:
- ما هو قدر الدين؟
نظر إليّ نظرة صامتة متفحصة ثم تركني ورحل دون إجابة!
وعلى الرغم من أنني تعجبت موقفه يومها بشدة, وشعرت بالضياع أكثر .. إلا أنه تولد بداخلي إيمان عميق، وشعور قوي. بأن قدر الدين هو عدم القدرة على فهم محتواه, وأن قدر الفيزياء هو...الثورة!