كانت تسير ببطءٍ في المَمَرَّ المعدني الطويل المُتهالك... قدماها الصغيرتان تضربان أرضيته الصلبة، فتارة تردِّد الجدران المعدنية أصداءَ قُبُلات الحديد للحديد... وتارة ينكتم الصوتُ إذ تبتلعُه بقع الصدأ البنية المتناثرة هنا وهناك... كانت تعبر الممر الرماديَّ القبيح، وفراشاتُ الأفكارِ ترقصُ داخِل رأسها في خفةٍ ودعة، بينما حاولت ظبط خطواتها الصبيانيَّة على ايقاع واحد يتنقَّل ما بين صدأٍ وصدى...