"الرجل القوى هى رواية تنتمى لأدب المدينة الفاسدة أو ديستوبيا. نُشرت عام ١٩٣٨ وتُظهر القدرة على التخيل واستشراف المستقبل لمؤلفها كورّادو ألفارو
وهو الجانب الذى لم يكن معروفاً عنه من قبل.
يعود المهندس دالى الذى عاش سنوات طويلة فى الخارج إلى بلده التى تأسس فيها نظام جديد أتى بعد حرب أهلية بين "المؤيدين" و"المتمردين". يُفاجئ دالى بأنه نظام شمولى تسيطر فيه الحكومة الجديدة على جميع أوجه الحياة العامة والخاصة على وعد ببناء مجتمع قوى وسعيد، وتجعل الخوف والشعور بالذنب يتسرب داخل النفوس. يمثل الحب أيضاً خطورة لأن به نزعة إلى الخصوصية ليست فى صالح المجتمع. يلتقى بمجرد وصوله بباربارا التى كانت تراسله أثناء إقامته بالخارج. هذا الحب لباربارا ابنة لزوجين من "أعداء الشعب" هو بعينه ما يجعله موضع شك (أو يتخيل هو ذلك) ليِصبح بعدها مضطهداً نفسياً وجسدياً ويصل به الأمر إلى ارتكاب جريمة قتل يفر بعدها عبر طريق هروب طويل ويقع فى قبضة من لاحقوه واضطهدوه ويحكمون عليه بالإعدام. لكن القدر كان له كلمة أخرى فى تحديد مصير هذا الرجل الذى ظل يقاوم بشدة ما حدث له.
تظل هذه الرواية شاهداً على تلك الفترة المظلمة من القرن العشرين وفى نفس
الوقت وثيقة تاريخية وحجر الزاوية فى الأدب الروائى الأوروبى.
كورّادو ألفارو" هو مفكر وكاتب وصحفى وسيناريست وشاعر إيطالى. ولد بـ"سان لوكا" وهى قرية صغيرة بجنوب إيطاليا عام ١٨٩٥ وتوفى بروما عام ١٩٥٦ .كان على درجة عالية من الوعى المدني والأخلاقي والثقافى، لدرجة أنه فى الثالثينات من القرن الماضي قد استشعر ونبه وندد بالحالة السيئة التى كانت بصدد الإنتشار في أوربا من خلال كتاباته الأدبية والصحفية وأيضا العديد من خلال العديد من الدراسات النقدية. نذكر من أهم أعماله »أهل أسبرومونتى« عام ١٩٣١ الذى يصف فيه بأسلوب واقعى الفقر والبؤس الذى يعيش فيه أهل بلدته ومسقط رأسه. من أعماله أيضاً «سيدة الجزيرة» و«عشرون سنة » عام ١٩٣٠ .نال جائزة"ستريجا" الأدبية المرموقة عن رواية شبة حياة عام 1951
