التفاصيل
**لسنوات طويلة عشتها تحاشيت معاودة التفكير فيمـا جـرى هـنـاك في غرفتي بالمدرسة الثانويـة أو واتـتـني الـقـدرة أن أتخيـل مـا حـدث مـن جديـد وغلفـت الأمـر بـرداء النسيان وطيـه أسـفل تكـالـب وقائـع لا تحصـى مـررت عليهـا وتخطيتهـا فقـد كـان بـدنـي يقـشـعـر ويـزداد خفقـان قـلـبـي كـلمـا طـافـت تـلـك الذكـرى البغيضـة بمخيلتـي . استطعت أن أقنـع نفسـي بنـسـيـان الأمـر بتـاتـا لأعـوام حـتـى أنـني في أحيـان كـثـر اعـتـقـدت أنـه لـم يـقـع مطلقـا مـن الأسـاس ومـع تـراكـم الأيام بهتت الذكرى وتلاشت في القاع وكأنها لم توجد من قبل ** جاءهذا الملخص القصي على غلاف الكتاب.
تحكي الرواية تجربة قاسية عاشها وليد _ الكاتب_ في إحدى الليالي عندما كان في المدرسة الثانوية 'الداخلية' ، وليد من ملوي كان يعيش حياة بسيطة وسط أسرته، وكان متفوقا في دراسته، أهله ذلك للإلتحاق بمدرسة المتفوقين في القاهرة مع صديق الدراسة حازم، وليد كان منذ صغره محبا للفن السابع، وشغوفا لقراءة القصص والروايات.
بعدما ذهب إلى المدرسة في القاهرة واستقر بها، و مع أول ليلة عطله في منتصف ليلها سمع طارقا على الباب، فتح وليد الباب ليجد أشرف الكلحي أمامه ذاك الشخص الذي غير حياة وليد تماماً.
**ترعرعت في مدينة ملوي بصعيد مصر مع أسرتي وكانت البساطة هي القاسم المشترك في جميع مناحي الحياة في مرحلة طفولتي ، تهادى فلك معيشتنا فوق صفحة دنيا مستقرة لم تعرف التقلبات إلا نادرا . قبعت هناك في بقعة نفسية نائية عن التعقيد والكلفة الزائفة ، أضحت أمتع لحظاتي عندما نجتمع سويا حول المنضدة لتناول وجبة الغداء أو حين أتصارع مع شقيقاتي من أجل الفوز بسبق الرد على الهاتف الأرضي ، وأقصى تعاستي إن غضب أبي فوبخني على فعلة اقترفتها أو رفضت والدتي أن تصحبني إلى السوق المحلي .**
بحنكة وتمكن استطاع الكاتب تحويل موقف مدته بضع دقائق إلى أحداث درامية مشوقة، وبطريقة مدهشة جعل القارئ كأنه أحد أبطال العمل فيتحدث إليه ويجيب.
**كل ما سبق هو صحن المقبلات وفواتح الشهية اللازم لتحضير الوليمة العظيمة من أطباق الإثارة الدسمة والتي سوف تتكدس في أجوافكم وإعداد وجبة الرعب الأسود التي ستحبس أنفاسكم وتتوقف معها دقات قلوبكم وتنتصب كل شعرة تغطي جلودكم وتجعل أعينكم تجحظ بشدة حتى تخرج من محاجرها وتشعرون بأرواحكم تتأهب لتهجركم .**
الرواية بها الكثير من الأحداث، يمتزج فيها الخوف والتشويق في قالب روائي ممتع، بإسلوب درامي تارة، وإسلوب كوميدي وروح مرحة تارة أخرى والتشويق كان سيد الأحداث.
القصة سردية على لسان الراوي، بمفردات بليغة رائعة وبلغة عربية فصحى جميلة 'تعكس قلما مميزا' استطاع بها أن يدهشنا ويثرينا ويمتعنا.
**ما رأيته أمامي ساعتها هو وحش ضار سيء الطباع وفي أعتى لحظات هياجه ، وها هو الكائن المفترس الذي تم تجويعه لأيام وقد تم إطلاقه يكشر عن أنيابه ويرفع مخالبه ويحدد هدفه ويتجه إليه حاملًا كل شرور العالم ومتشبعا بكل حرف من تعاليم أنجرا ماينو ووصايا مولوخ بكل ثبات ، فقد وقعت الضحية في الشرك ولا سبيل متاح للفرار أو أي أمل في النجاة .**
