التفاصيل
يصعب الحديث عن الحداثة دون استحضار الفرد كذات عاقلة، و واعية ، مبادرة ، مشاركة…، مسؤولة عن فعلها، و مصيرها بين يديها تتحكم فيه كيف تشاء ، كل هذه المواصفات اتصف بها المواطن الحديث وهي أمور لم تحدث بالصدفة بقدر ما هي نتيجة لتحولات تاريخية واجتماعية وسياسية ، مرت منها أوربا ، فقد بدأ مفهوم الذات في الفكر الفلسفي الغربي يتبلور منذ الفلسفة السقراطية ، التي بدأت تنظر إلى الإنسان بوصفه فاعلا صاحب المبادرة والاختيار، وفي مرحلة ثانية وبالأخص مع «ديكارت» تم النظر إلى الفرد كذات واعية مؤسسة للحقيقة وعلى أساسها تم تشييد التاريخ العقلاني حسب فولتير. أما في المرحلة الثالثة فقد اقترن مفهوم الفرد بمعنى المبادرة الخلاقة ، إي الفرد الفاعل الذي له وجود الواقعي لا الفرد المجرد والخيالي ، وهو الذي يجده «العروي» ملائما لوضعنا الاجتماعي والاقتصادي ويؤهلنا لتبني الحداثة ، في حين نجد المرحلة الرابعة هي مرحلة الفرد المغاير والمخالف، وهذا لا يناسبنا لكونه يعكس الروح النخبوية المتمردة على الديمقراطية والاشتراكية.