التفاصيل
عندما جلس ضابط الأمن القومي «عادل مكي» إلى سامية فهمي في ذلك الصباح الخانق من شهر يوليو عام 1968، كان يعرف عنها كل شيء، كان يعرف بالضرورة من هي؟ وماذا تعمل؟ وكيف تعيش؟ ولم جاءت على وجه التحديد؟ منذ شهور ثلاثة« وسامية فهمي» وسط خضم ما كان يخوض فيه عادل في تلك الأيام، تشغل باله وتفكيره، ذلك أن هذه الصحفية الشابة كانت تمثل له أمرين: الأول: هو تلك الفرحة الغامرة التي تنتاب ضابط المخابرات كلما تنبه مُوَاطن إلى مَوَاطن الخطر، وفي تلك الأيام السوداء، كان هناك عشرات من الشبان الذين راحوا يَخْطون إلى شِبَاك الإسرائيليين بلا روية ولا علم ولا تفكير ولا حتى فهم بطبيعة ما كان ينصب حولهم من شراك قاتلة. أما الأمر الثاني: فإن سامية قد تستطيع أن تكون مَخْرجًا من تلك القضية التي تؤرقه منذ ما يقرب من عام، والتي كانت آثارها تتفاقم يومًا بعد يوم حتى استفحل أمرها واستطاع الإسرائيليون من خلال تلك الشبكة الجهنمية ، أن يحرزوا فيها انتصارات مؤكدة.