"لا أعرف لماذا اختارتني منى الشيمي، لأكون أنا الأولى، أشعر بحياء شديد من كوني البادئة بالكلام، ربَّما لأنني المريضة الأصغر سنًّا. اسمي لُجين، عمري واحد وثلاثون عامًا، مقيمة منذ ست سنوات بباريس، من أصول عربية. أكره أمِّي أو ربَّما أكره نفسي. الكراهية مُتعِبة، غضب عارم يجتاحني كلَّما تذكرت سذاجتها وضعفها. تحوَّلت من طفلة إلى امرأة في السادسة عشرة من عمري، ومنذ ذلك الوقت وأنا في صراعٍ مع نفسي لأكون الأنثى القوية التي لا تشبه أمي في شيء، أُرغِم نفسي على أمور كثيرة لمجرد الاختلاف. خفَّت حدة نوبات الغضب التي كانت تعتريني مع الوقت منذ قدومي إلى فرنسا؛ هل هو البعد أم التعوُّد؟ تعوَّدت الكراهية وصار من الطبيعي والبديهي أن أبْغَضَها، تأقلمت على الفكرة حتى صارت واقعًا لا رغبة لديَّ في تغييره. "ش