التفاصيل
أضواء تشتعل ليلًا تطوف المبنى بأسره في جنون.. صرخات قادمة من رجل عجوز في جوف الليل لتثير الرعب في قلوب قاطني المبنى الذي يسكنه چنرال يرتعد من الغرباء! صوت رنين حاد كصفارة الإنذار يندلع من المبنى ليشق سكون الليل.. ماذا يوجد في الداخل؟ وما هو السرُّ وراء كلِّ تلك الأحداث الغريبة التي تحدث في القرية منذ مجيء ذلك الچنرال مع أسرته؟
الإجابات كلها تكمن في سرٍّ خفيٍّ، سر غامض يتحدَّث عن لعنة قادمة من بلاد الشرق البعيدة واستقرت في تلك القرية البائسة!
الإجابات في (سر كلومبر).
ظهرت (سر كلومبر) في جريدة (بول مول) أواخر عام 1888م وهي أول رواية رعب تشويقي كتبها (دويل) مبتعدًا بها عن جو التحقيقات والمطاردات الذي تميزت به قصص (هولمز).
والرواية تعتمد على تيمة الجيران الغامضين، المنغلقين على أنفسهم ويبدو أنهم يخفون سرًا خطيرًا، نجحت الرواية نجاحًا كبيرًا وبشَّرت بموهبة (دويل) المبكرة في السرد والوصف وإتقان الحبكة، كما جمعت الرواية قسطًا لا بأس به عبَّر عن حياة جنرالات الحرب الإنجليز في الغربة بعيدًا عن الديار وهم يحاولون فرض سطوة الإمبراطورية البريطانية على الدول التي تحتلها.
كما كان للوصف التفصيلي للقرى الإسكتلندية النائية ومشاهد الطبيعة في الريف الإنجليزي أبلغ الأثر في نفس القارئ، كي يلتقط أنفاسه وهو يحاول كشف غموض قاعة كلومبر ذات البرج الشاهق، وسكانها الكئيبين.
من غير الممكن ذِكر اسم (آرثر دويل) دون أن يقفز إلى الأذهان الشخصية الشهيرة (شيرلوك هولمز) التي أبدعها الكاتب وفتحت أمامه أبواب الشهرة والخلود الأدبي، اهتم أيضًا بعلم الروحانيات وسعى حثيثًا لاكتشاف العوالم الغيبية المجهولة، وقام بتدوين تجاربه الشجاعة في أكثر من كتاب وهكذا كانت حياة ذلك الكاتب المغامر الشجاع، الذي جذب أنظار القراء الانجليز وقراء العالم أجمع بروعة أسلوبه وحبكة أحداثه الرائعة، ونجح أن ينقل بين دفتي أي كتاب يحمل اسمه، القارئ إلى عوالم غامضة مثيرة مفعمة بالتشويق والإثارة في رحلة ممتعة مع التاريخ والألغاز والعصابات الذكية والظواهر الغريبة، مع (هولمز) و (تشالنجر) ومدافع حرب البوير وجلسات تحضير الأرواح.
