التفاصيل
معنى الأخلاق لغة واصطلاحًا:
الأخلاق لغة: علم الأخلاق، علم موضوعه أحكام قيمية تتعلق بالأعمال التي توصف بالحسن أو القبح.
الأخلاق اصطلاحًا: ما يتصف به المرء من قيم حسنة أو قبيحة يطبقها مع المحيط الذي يعيش فيه.
فالخلق هيئة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال الإرادية الاختيارية من حسنة وسيئة وجميلة وقبيحة، وهي قابلة لتأثير التربية الحسنة والسيئة فيها؛ فإذا رُبيت على القيم الحسنة وصفنا صاحبها بالخلق الحسن، وإذا ترعرعت على القيم السيئة وصفنا صاحبها بالخلق السيئ.
وكل إنسان يولد على الفطرة، ثم من خلال البيئة التي يعيش فيها يكتسب الأخلاق كما يكتسب الدين؛ كما قال ﷺ: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»، وهكذا الأخلاق، فإن كل مولود يشبه الماء الصافي، فإما أن يُحافظ على نقائه بالتربية الحسنة، وإما أن يُكدر بالتربية السيئة، وكما قال الشاعر:
ألم تر أن الماء يخبث طعمه
وإن كان لون الماء أبيض صافيا؟!
من هنا كانت رسالة الإسلام التي بعث بها النبي محمد ﷺ رسالة توحيد وأخلاق ومسئولية، فكلنا راعٍ وكلنا مسئول عن رعيته، وما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن وخلق رفيع، يقول الشاعر:
إن الغصون إذا قوّمتها اعتدلت
ولا يلين إذا قوّمته الخشبُ
قد ينفع الأدب الأحداث في صغر
وليس ينفع عند الشيبة الأدبُ
هذا هو الأصل، التربية منذ الصغر؛ أما عند الكبر فيكون ترسيخ هذه الأخلاق، والاستقرار عليها وتنميتها ونقلها كقدوة إلى الآخرين.
ولقد بيَّن رسول الله ﷺ أنه إنما بُعث ليتمم مكارم الأخلاق.