إرث العوام في الأندلس

يأتي الكتاب كمحاولة لرصد دور العوام في الحياة الاجتماعية الأندلسية، بتابع مناصبهم وآدابهم واستخلاص صورة مغايرة لأحوالهم ورصد أهم الظواهر الاجتماعية والثقافية الخاصة بهم، والتقريب بينها من مصادر جديدة نابعة في مخايلهم، لما تمتع به المجتمع الأندلسي عبر تاريخه من المزج الاجتماعي والمجتمعي طيبة قرون عدة ساعدت في الانصهار بين عرقياته المتنوعة وأجناسه المتعددة من العرب والمولدين والصقالبة والبربر والزنوج واليهود، والذين اندمجوا جميعهم في بوتقة واحدة أنتجت عادات وتقاليد وليدة خبرات حياتية وعوامل اجتماعية، أكسبت ذلك المجتمع خصوصيته..في الوقت الذي تلاقي فيه دراسة تاريخ العوام بعض العوائق والإشكاليات كونهم شريحة مجتمعية حُدّ دورها، وتأثيرها ظل ضئيلًا في اتخاذ القرارات السياسية في معظم فترات التاريخ، فقلّت أخبارهم وشحّت في بطون المصادر التاريخية ذكرهم... وإن وردت إشارات عنهم فإنها إما ذمّا أو انتقاصًا من شأنهم ووضعهم...