ترجع أهمّية هذا الكتاب إلى أنه يفضحُ تلفيق مزيَّفي التّاريخ ويكشف أضاليلهم، إذ طالما صوَّروا السّلطان عبد الحميد ظالمًا مستبدًّا ونسبوا إليه- زورًا وبهتانًا- أشنعَ الجرائم؛ مع أنّه معروفٌ بتقواه وإخلاصه، ليسوِّغوا المؤمراتِ الصليبية والماسونية التي عزلته وقضتْ على الخلافة الإسلامية. ويشاء اللهُ ألّا تضيع الحقيقة فتظهر هذه المذكّرات لتتحدّث عن حقيقة الوقائع المزيفة, ولتُظهر أنَّ عزل عبد الحميد وإنهاء الخلافة قُصدَ بهما ضربُ الكيان الإسلامي وتمزيقُه؛ لأنّه- على ما فيه من ضعفٍ شديد– يقفُ في وجْه الصليبيّين, ويحول دون آمال الصهيونيّين في إقامة دولة إسرائيل. والآن, وبعد أن مرّت على تلك الأحداث سنواتٌ كثيرة سيجد مَن يقرأ هذه المذكرات أنّ كلَّ ما تخوَّف منه عبد الحميد قد تحقّق، وأنَّ المقصود بالعزْل والتّشتيت هو الكيانُ الإسلامي أولًا، وأنَّ الخصوم الحقيقيّين هُم الصهيونيّون والصليبيّون.