أي بُنيّ، أنت عندنا عن قليل، والأمر بآخره، والموت أقرب من ذلك، فاستعد لسفرك، وتأهَّب لرحيلك، وحوّل جهازك من المنزل الذي أنت عنه ظاعن إلى المنزل الذي أنت فيه مُقيم، ولا تغتر بما اغترّ به الباطلون، فذلك من طول آمالهم، فقصروا عن أمر معيادهم، فندموا عند الموت أشدّ الندامة، وأسفوا على تضييع العمر أشدّ الأسف، فلا الندامة عند الموت نفعتهم، ولا الأسف على التقصير أنقذهم من شرِّ ما وافى به المغبونون مليكهم يوم القيامة