التفاصيل
"الحياة في مصر تنقسم إلى نسختين، واحدة من وجهة نظر المصريين، والأخرى من وجهة نظر الأجانب. وبما أنهم غالبًا ما يتركزون في الزمالك، ومنطقة وسط البلد، والأحياء القريبة منها فحكمهم على مصر بأكملها يعتمد على ما يمرون به أثناء إقامتهم بتلك الأحياء.
بطلنا، وسنطلق عليه اسم ""بي""، يقيم بحي الزمالك، وهو مدير بشركة إعلانات. يقضي أيامًا وحيدة لا تصاحبه فيها سوى ذكرياته المتداخلة عن هذه البلد مع ذكرياته عن يوغوسلافيها قبل تقسيمها.
أعطى ""بي"" ليومياته في مصر اسم ""شاي في الزمالك""، ربما لأنها تشبه تلك الحكايات القصيرة السريعة التي يتبادلها المصريون أثناء جلوسهم في المقاهي يشربون الشاي، وهو ما سنلاحظه هنا، حكايات تبدأ فجأة وتنتهي فجأة، لتعود ويستكملها هو مرة أخرى حين يحدث ما يذكره بها، وبين كل تلك الشذرات، نتعرف على شخصيته (التي يحتقرها بالمناسبة)؛ شخصية الرجل الأبيض، المتعالي، المحتقر للجميع، الذي يعاني من عقدة التفوق.. لكنه يعود ليعترف بأنه ""عنصري وحقير"".
ربما هي يوميات مستشرق في مصر، تتسم بالنقد الذاتي والنقد الموجه لمصر والمصريين، ولكنها في الوقت نفسه نسخة أخرى من مصر نرغب في التعرف عليها؛ حياة أجنبي وحيد يعيش بحي الزمالك حيث ينام تحت مروحة سقفه البطيئة غارقًا في عرقه خائفًا من أن يفتح نافذة غرفته.