لا يوجد منتجات في عربة التسوق
يَرْصُدُ هَذَا الْكِتَابُ.. انْتِقَالَ فَتْرَةٍ مُهِمَّةٍ مِنْ يَوْمِيَّاتِ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْعَظِيمَةِ.. وَهِيَ الْمَرْحَلَةُ الَّتِي تَنْتَقِلُ فِيهَا مِصْرُ مِنْ الْجُمْهُورِيَّةِ الْأُولَى إِلَى الْجُمْهُورِيَّةِ الثَّانِيَةِ.. وَالَّتِي يُسَمِّيهَا الْبَعْضُ أَوْ الْغَالِبِيَّةُ (الْجُمْهُورِيَّةُ الْجَدِيدَةُ).
وَلَكِنِّي أَرَاهَا جُمْهُورِيَّةً ثَانِيَةً؛ ذَلِكَ أَنَّ الْجُمْهُورِيَّةَ الْأُولَى الَّتِي أَسَّسَتْهَا ثَوْرَةُ 23 يُولْيُو 1952م بِعِقْدِهَا الْاجْتِمَاعِيِّ الْمُتَّسَقِ مَعَ حَالِ وَزَمَنِ الْخَمْسِينِيَّاتِ مِنْ الْقَرْنِ الْمَاضِي وَتَعَرَّضَتْ لِصَدَمَاتٍ عَنِيفَةٍ تَمَكَّنَتْ مِنْ تَجَاوُزِهَا وَالتَّغَلُّبِ عَلَيْهَا فِي الْعَامِ 1956م وَمِنْ بَعْدِ ذَلِكَ مَا جَرَى فِي يُونْيُو 1967م رُغْمَ مَا لَهُ مِنْ نَدَبَاتٍ فِي مَسَارِ الْأُمَّةِ الْمِصْرِيَّةِ إِلاَّ أَنَّ مِصْرَ كَانَتْ أَكْبَرَ وَجُمْهُورِيَّتَهَا أَقْوَى إِلَى أَنْ حَدَثَ فَارِقٌ تَارِيخِيٌّ تَمَثَّلَ بِوُصُولِ الْخِصْمِ التَّارِيخِيِّ لِلْجُمْهُورِيَّةِ الَّتِي أَسَّسَتْهَا ثَوْرَةُ يُولْيُو إِلَى مَقَرِّ حُكْمِ الْجُمْهُورِيَّةِ، وَهِيَ الْلَحْظَةُ الَّتِي تَمَكَّنَتْ فِيهَا جَمَاعَةُ الْإِخْوَانِ الْإِرْهَابِيَّةُ مِنْ حُكْمِ مِصْرَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ الزَّمَنِ وَأَدَبِيَّاتِ التَّارِيخِ.
وَمِنْ ثَمَّ كَانَ كُلُّ هَمِّ الْإِخْوَانِ عَلَى إِنْجَازِ مُخَطَّطِ أَخْوَنَةِ الدَّوْلَةِ لِمَنْعِ اسْتِعَادَةِ الدَّوْلَةِ الْوَطَنِيَّةِ الَّتِي أَقَامَتْهَا الْجُمْهُورِيَّةُ الْأُولَى الَّتِي جَاءَتْ بِهَا ثَوْرَةُ يُولْيُو.. مِنْ هُنَا فَإِنَّ الْمَنْطِقَ التَّارِيخِيَّ يَقُودُ إِلَى فَتْحِ صَفْحَةٍ جَدِيدَةٍ مِنْ التَّارِيخِ عُنْوَانُهَا الْاسْتِدْعَاءُ الْوَطَنِيُّ لِلْقَوْمِيَّةِ الْمِصْرِيَّةِ كَمَا تَجَسَّدَتْ فِي ثَوْرَةِ 30 يُونْيُو الْمَجِيدَةِ بِهَدَفِ تَحْرِيرِ مِصْرَ مِنْ الْإِخْوَانِ وَإِعَادَةِ بِنَاءِ الدَّوْلَةِ الْمِصْرِيَّةِ مُجَدَّدًا.
من فضلك سجل الدخول وسوف تضف المنتج إلى قائمة المفضلة