في أثناء الحرب الكورية -حرب الخامس والعشرين من يونيو- هرب أبي وحده إلى الشق الشمالي، وترك تلك الشابة أرملةً تعيل أطفالها وتعلمهم وتنفق عليهم من خلال أجرة يومية تتكسبها من عملها بالحياكة. ولسمعي، كان صوت أمي الباكية أشد ما يعتصر قلبي أكثر من أي شخص آخر. يقولون: إن وفاة الأبناء قبل آبائهم من أشد درجات العقوق، حتى الألم الناتج عن الفجور والسرقة وتنفيذ عقوبة السجن جميعها أقل وطأة على القلب من رؤية طفلك ينازع أنفاسه.. آه، في النهاية سينتهي أمري وقد دققت مسمارًا طويلًا غليظًا في قلب أمي. بموتي، سأدفعها لألم يؤرقها في فراشها، ويُدمي عينيها بالدموع حتى تفقد بصرها، ويثقب صدرها حتى تسيل الدماء. لكن.. رجوتكِ ألا تبالغي في الحزن يا أمي. فلا تزال بنيتي قوية، فحتى لو رحلت إلى العالم الآخر، فسأنتقي أرضًا جيدة تطل على الجهة الجنوبية، وأبني عليها بيتًا بثلاث غرف. وستجدينني في انتظاركِ أهيِّئُهُ لقدومكِ لاحقًا. أقل