في نهاية يومه، ينتظر أميرته. تأتيه وهي تجر قدميها، وقد تنازلت عن دور "ست الحسن"، واكتفت بـ"سندريلا"، بعدما خدعتها عرابتها، ولم تعد تعويذاتها السحرية تصلح لتعديل هندامها أو تأدية مهاتها اليومية عنها. تأتيه بعد انتهاء جولتها على المنازل، بعد تلطمها في صناديق متعددة؛ بدءاً من أتوبيسات النقل العام، وانتهاءً بصندوق خشبي قابع فوق سطح المنزل، يقال له بيتها.
تبتلعهما الحارة بضيقها وتلصص الجدران والعيون، وعبر سوريهما نصف المتهدمين يتابعان سراب أحلامهما، وأنفاسهما المتقطعة، وزحف الشيب إلى روحيهما. لم تعد الدنيا باتساع صندوق الحكايات، ولم يعد هو "الشاطر حسن"، ولم تعد هي "ست الحسن".